أنَــا لَــنْ أَمُوتَ ــ شعر: حكمت نايف خولي

0
705

أنا لن أموتَ

أنا لن أموتَ ولـن يُغَيِّبَنـي الفنـــــاءْ === سـأظـلُّ أنعـمُ بالـوجـودِ وبالبقــاءْ
حتَّى إذا تلكَ العباءةُ قد هــــــــوتْ === وتفسَّختْ وتحلَّلتْ هي من هباءْ
هي من خيوطِ التُّربِ صيغتْ بُــردةً === لتُغلِّـــفَ الرُّوحَ المُكوَّنَ من ضيـــاءْ
ظِلُّ الحقيقةِ هيكَــــــلٌ وتنــاظُــــرٌ === وتبــايـــــــنٌ بأدائِـــها أو بــالبنـــاءْ
ووسيـلـــةٌ لتــواصُــــلٍ وتعـــايُــشٍ === وأداةُ مُختَــبَـــرٍ لفـــــرزٍ وانتِقـــــاءْ
هي تنقُلُ الإحساسَ عبْرَ دروبِهـــا === للـــرُّوحِ تنسجُـــهُ وتصنعُ ما تشاءْ
صوراً وأفكــاراً مشـــاعِـــــرَ أو رؤىً === وتُقيمُ صرحــاً للعلــومِ من الذَّكـاءْ
فتطوفُ في الأجـــواءِ تبحَثُ حـــرَّةً === تجتازُ طوقَ الأرضِ تعبُــرُ للفضـــاءْ
وتُرافِقُ الأجـرامَ في أسفـــارِهــــا === تجلو مجاهِلَها وتسْتجْلي القضــاءْ
وتفُضُّ أختامَ الوجــودِ ومــا حــوى === ومن الجمادِ الصَّلدِ تنفُذُ للسَّمــــاءْ
لتُعاينَ الآبــادَ فـــي جريــــانِهـــــا === وتسيحَ في ديمومةٍ دون انقِضــــاءْ
من مستــوىً تعلـــو لآخــرَ كلَّمــا === رقَّتْ شمائِلُـــها وشَفَّتْ بالنَّقـــــاءْ
وتبصَّرتْ فـي حكمَـــةِ اللَّهِ الَّـــذي === بــرأَ الـوجـودَ مــراتِـبـاً للأصفيــــــاءْ
ليشاركوهُ فــي كمــــالِ صنيعِـــهِ === قصــداً وغـايـاتٍ سُمـــوَّاً فـي الأداءْ
فالكُلُّ يعْمَلُ في الخليقَـةِ سالِكـاً === سُبُلَ التَّـدرُّجِ لازدهـــاءٍ واعتِـــــــلاءْ
والكُلُّ يُسْهِمُ مـــن خــلالِ فِعالِــهِ === بتطَـــوُّرِ الخَـــلقِ اقتــداءً وارتِقــــــاءْ

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here