في شراك أحمد بخيت مع بسمة أبو النصر

0
975

كاتبة من مصر:

آلمني كثيرا أيما إيلام موقف حدث لي وأنا بزيارة لأمستردام.. ففي ساحة البلدة كان هناك من يرفه عن مجموعة من السائحين طمعا في أن يجزلوا له العطاء بعد ذلك كما هي العادة بكل دول أوروبا.. حيث يتكسب الكثيرون بتقديم بعض من الفن أو الرسم أوالموسيقى.. أو بتقديم اسكتش تمثيلي أو راقص أوخلافه.. طلب الرجل اثنين من المتحلقين حوله.. فبرز إليه منهم شابان سأل كلا منهما عن اسمه.. أدلى الأول به وسأله عن بلده أخبره، فقام الرجل بإشارة تدل على بلده التي ذكرها ونادى على الآخر وتعرف عليه وكان اسمه مروان، سأله عن موطنه فأجاب مصر.. فرحت جدا أنه من مصر وسط تصفيق المصريين بل والعرب الموجودين تهليلا وتحية له،
غير أن الرجل قام بسحب محفظة مروان من الجيب الخلفي للبنطلون أمام الجمع  دون أن يدري وضحك وقال بصوت عالي مصر مصر.. وقد تعمد بتلك الإشارة أن يسم بلد مروان أمام الجميع فضج الجميع ضحكا لكنني اغتممت، فقد كان معنى الإشارة أن الشعب المصري عبارة عن لصوص ونشالين يسرقون الكحل من العين.. غير أني رجحت أن يكون ذلك الرجل قد زار مصر فتعرض للسرقة من أحدهم.. فعمم الصفة على كل المصريين.. وحقيقة توقفت قليلا لأرى الاسكتش الذي يقوم به هذا الرجل لكنني لم أستطع إكماله امتعاضا، ولأن غصة  قد آلمتني بقلبي.. أيحدث هذا من أبناء أمة كان يعيش بها أنبياء الله موسى الكليم، ويوسف الصديق عليهما أفضل الصلاة وأتم السلام.

نعم حدث ويحدث، ولقد تذكرت هذا الموقف حينما سألت الأديب المبدع العالمي أحمد حضراوي وهو يهدي لي بعضا من كتبه: لم لا تنشر كل هذه الإبداعات، وما هي الكتب والدواوين التي نشرت لك؟ فأجابني: لي قصة مريرة مع النشر. سألته:لم؟ ففأجابني وأفحمتني بجوابه أنه حاول أن ينشر ببلدي مصر غير أنه لم يوفق في ذلك.. وحين سألته عن السبب قال: سأرسل إليك بروايتين تحكيان قصتي مع النشر بمصر، وما حدث لي من إخفاقات في سبيل تحقيق ذلك، بل والنصب والاحتيال اللذين تعرضت لهما بمصر.. وهالني عندما قرأت عنوان الرواية الأول، فقد كان يحمل اسم شاعر مصري مشهور هو أحمد بخيت، وهو اسم معروف بعالم الشعر والشعراء بمصر، ولم أكن أعرف عنه أنه يمتلك أيضا دار كليم للنشر، وهو اسم أيضا مشهور في عالم النشر هنا.
ما أن بدأت أقرأ الرواية وتفاصيلها الكثيرة الكثيرة، والتي حرص الأديب أحمد حضراوي أن يسردها كاملة حتى وقعت بقلبي مصداقيتها.. وفجعت بالذي حدث له من شخصية معروفة وشاعر فضل بضعة يوروهات.. وحفنة منها على اسمه وسمعته. فلقد ابتز هذا الشاعر أديبنا  حسن النية بدعوى إشراكه في دار كليم للنشر، بل أنه هيأ له من البحر طحينة كما يقول المثل المصري.. بل ورسم له أن يأتي ويشد رحاله إلى مصر ويقيم بها لإطلاق مشاريع ثقافية، غير امتلاكه نصف دار النشر (المشهورة).. وإطلاق جريدة إلكترونية ثم ورقية بعد ذلك. وبحسن نية من مبدعنا وافقه على كل ما كان يمليه عليه بل وأعطاه كل ما طلبه منه من يوروهات، إضافة على ما قدمه له مقابل طبع ونشر ديوانه : “قصائد في زمن الثورة”، وهو الغرض الأساسي الذي جاء به إلى مصر ولأجله، فقد حضر أحمد حضراوي إليها ليحظى بطباعة جيدة لديوانه بعد أن صدم بطباعة دواوينه السابقة بالمغرب والتي لم يرضه مستوى طبعها فاتجه إلى أم الدنيا مصر.. والتي اعتبرها -حينها- قبلة كل المثقفين والفنانين، ينطلقون منها ليصبحوا معروفين ومشهورين بالوطن العربي كله.. غير أن ما تلقفته لم تكن غير أيدي لصوص محترفين.. وجدوا بجعبته نعمة كما يقولون.. ووجدوه فريسة سهل اصطيادها.. فاجتروا ما جاد به من يوروهات.. دون تنفيذ لما تم الاتفاق عليه معه.. فقد نوه أنه جاء لمصر لينشر ديوانا فقط.. فوجد نفسه صاحب دار نشر وشريكا بها.. ولم يضمر أبدا سوء نية.. في الشاعرالذي لم يتوقع منه أن يصدر عنه كل ذلك أبدا، ولم ينتبه للشرك الذي نصبه له باحتراف.. ولم يتوقع النصب من قبل هذا البخيت.. حقيقة قرأت الرواية وتألمت جدا لمصر وحالها ومايفعله أبناؤها.. الذين يأبوا إلا أن يمرغوا رأسها في الطين.. نعم هذا ماحدث ويحدث كل يوم بل وكل دقيقة.. من ليسوا أبناءها ولا ينتمون إليها..
وقد كان عنوان الرواية الأولى: “في شراك أحمد بخيت”، وبها وبتفاصيلها كل عملية النصب والاحتيال التي جرت مع شاعرنا ومبدعنا، اختتمها بقصيدة عنوانها: “كليم النيل”.. ونهاية هذه الرواية أن مبدعنا أحمد حضراوي لم يحصل لا على ماله ولا على الشراكة الوهمية في دار كليم والتي دفع لأجل خاطرها مبالغ طائلة، ولا على نسخ ديوانه الذي جاء لنشره بدار كليم للنشر والذي لم يُطبع أصلا. ولقد أنذر هذا البخيت لكي يرجع إليه أمواله ولكنه لم يتوصل  برد منه فكانت الرواية لفضحه في عقر داره. غير أن من لا يستحي من الله لن يستحي بالتالي من البشر. وللقصة بقية أمر وأدهى، مع سلسلة أخرى من النصب الذي تعرض له شاعرنا ومبدعنا أحمد حضراوي، وقد سردها في روايته الثانية التي تحمل عنوان: “عصابة شيرين وببلاوي”، وهذا ما سأفرد له قراءة أخرى بإذن الله.

وجاء عنوان الرواية الثانية على منوال اسم أختين سفاحتين مصريتين شهيرتين هما ريا وسكينة، والرواية بالطبع عملية نصب سكينة القرن الواحد وعشرين.. فابتزاز هذه العصابة لمبدعنا يجب أن ينشر لتصبح قصة الساعة كما قال هو في نهاية روايته، ولتصبح أشهر من قصة ريا وسكينة سفاحتي مصر القبيحتي الوجه والضمير.. لك الله يا مصر.. ولله درك فيمن يحاولون تشويه صورتك من أجل حفنة جنيهات.. ألم يدركوا أنها في بطونهم نارا.. حتما سيدركون ذلك عند مليك مقتدر.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here