المفاهيم وثنائية الصراع ــ ذ. منير الزعبي

0
714

 في ظل المتغيرات التي أفرزت تحولا عميقا في حياتنا، أصبحنا بحاجة إلى تعامل يتناسب وهذه المتغيرات، بما لا يتعارض مع الاعتقاد والتشريع الإسلامي. ذلك لأن تقنية المعلوماتية انتشرت وستصبح أكثرا انتشارا في حياتنا، وستظهر تداعياتها على الأشياء التي تحيط بنا، سلبا أو إيجابا.
فالإنترنت دمر جغرافية العالم، والناس يتواصلون من خلاله على الرغم من اختلاف لغاتهم، وأصبحوا يأخذون كثير ثقافتهم من خلاله، ومن خلال آليات الترجمة الإلكترونية. لذلك فلسوف يظهر _ شئنا أم أبينا _ جيل يختزن في داخله هذه المتغيرات بتناقضاتها الكثيرة. وحتى لا تؤثر المتغيرات السلبية علينا، وكي لا تتحول المفاهيم إلى أداة للتضليل والتشتت والتشرذم، كما ذكرت في مقالي : [ المفهوم ] دراسة معرفية ونماذج تطبيقية، أحاول وإياكم أصدقائي الأكارم بإنشاء سلسة بناء المفاهيم؛
مهمة هذه السلسلة، تجذير الفكر الإسلامي الأصيل في عقولنا ونبذ الدخيل منه، كي لا نقع في شراك الأفكار الدخيلة، وحتى لا نعيش على هامش التاريخ خارج إطار المعاصرة، من أجل أن تكون الأفكار الإسلامية الأصيلة المنبثقة من دين الله مصدر صناعة ثقافة شاملة، تعكس على الآخر المختلف، التعبير الأمثل عن ثقافة وخصائص المجتمع الإسلامي الحضاري.
لا بد من التصدي لهذه المتغيرات بغرس الاهتمامات العامة في نفوسنا وعقل هذا الجيل، حتى لا نشب في عالم وهمي لا وجود له، وحتى لا يكبر هذا الجيل متراخيا تفاجئه المشكلات.
لا بد من تقديم منظومة قيمية عالمية نص عليها الإسلام، لإنقاذ هذا الجيل من شقائه وتخبطه في عالم أفلس من القيم، رغم تضخم وسائله وقدراته، وأضحى يهدد بدمار حياة هذا الجيل.
يجب أن نعدهم إعدادا نفسيا، وعقليا، وفكريا، وروحيا لمواجهة الحياة، لا سيما في هذا العصر.

سلسلة بناء المفاهيم :
هي سلسلة تدور حلقاتها على انتقاء مفاهيم إسلامية لتحليلها، وإيضاح ما فيها من معانٍ ودلالات، من أجل تصحيح كثير من المفاهيم المتعلقة بالتعامل مع دين الله في الموضوعات الإسلامية وتنقيتها من التصورات الذاتية، ومن ثم إسقاطها على الواقع المعاصر.
هذه السلسلة تتحدث إليكم
تحاوركم
تتذاكر معكم وجوه الرأي
تحاول أن تؤسس أرضية معرفية للحوار العلمي الهادئ البعيد عن الجدل المتشنج، وتواصلا ثقافيا هادفا يخرج الفكر من تبعية الانتماء إلى موازين العقل القائم على العلم والمنطق مستهدفة غاية نبيلة، هي إعلاء صرح الحقيقة المعتصرة من جوف الحوار، واستيلاد أفكار جديدة، تنشط الحركة الثقافية وتنمي الإبداع. وهي تقدم ما لديها من رؤية مفاهيمية لموضوعاتها لتستمع بعدها إلى وجهات نظركم، كي تعتصر الحقيقة من جوف الحوار والمناقشة، هذه السلسلة تحاول أن تقدم أنموذجاً حقيقيّاً :
1- لتدريب عقولنا تجاوبيّاً وتفاعليّاً، على استنباط الموضوعات الإسلامية، من خلال إثارة التساؤلات حولها، ومن خلال مزج مهارات القراءة والتفكير الإبداعي بالقرآن الكريم والسنة، لفحص تصوراتنا حول الموضوعات المختارة، ولزيادة وعينا بالأفكار الإسلامية للوصول بنا إلى المعرفة الكلية بشكلها الشمولي لحقيقة هذا الوجود وخالقه، وحتى يتحصل لدينا التصور الصحيح للموضوعات الإسلامية.
2 – ولتربية قلوبنا على معرفة ومحبة الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله سلم..

ومن أجل الوصول إلى إتمام أي مشاركة في هذه السلسلة ستكون المشاركة مفتوحة لاستقبال ما يرد إليها من إعمال العقل والقلب في فهمها، منطلقين في ذلك كله من الضوابط الشرعية التي تجب مراعاتها عند تفسير القرآن الكريم..
وأريد أن أؤكد قبل أن أبدأ بطرح مشاركتي على أننا جميعا يجب أن نشد أنفسنا إلى الحكم الشرعي الذي تؤيده دلائل الشرع، وألا نكون ممن يفتشون عن الحكم الذي يناسب حالنا التي نحن عليها، لنشد الحكم إلينا كي نجعل منه غطاء يسترنا، ولسانا يدافع عن حالنا، وليس مقالي الذي عنونته باسم [ من أجل تأسيس تعامل جديد بين القرآن والإنسان في ظل المجتمات الرقمية] إلا محاولة لإزالة الجفوة بين الإنسان والقرآن، من أجل نقلنا من ساحة السقوط الحضاري إلى سدة الشهود الحضاري

بعد هذا أقول :
إننا نحتاج إلى استدعاء القرآن العظيم إلى ساحتنا الثقافية، وإلى إنهاء حالة الهجر والفصام بينه وبين العقل حتى لا نصل إلى انكماش الفكر والرؤية القرآنية في واقع حياتنا، لننتقل من مراكز الركود والتحنط في بطون التاريخ إلى مركز الحضارة وصناعة التاريخ.
فهل من ضرورة ملحة تقتضي منا أن نؤسس منهجية جديدة لتعاملنا مع القرآن في ظل المجتمعات الرقمية ؟
ماهي ضوابطه وقواعده التي ينبغي أن نسير عليها ؟
كيف نفهمه ؟
بل كيف نطبقه وكيف نمارسه ؟
¤ ما هي تأثيرات المعلوماتية والإنترنت والحوسبة على النص الديني ؟
¤ وهل من الممكن لهذه المعلوماتية وتلك الحوسبة في حال التزامنا الضوابط الشرعية واللغوية في تفسير النصوص، من أن تعطي للنص الديني فهما إضافيا جديدا يختلف في شكله أو مضمونه عن فهوم السابقين ؟
¤ وهل من الممكن نتيجة لهذا الفهم في حال إسقاطه عمليا على النص الديني أن يغير من أنماط الحياة الإنسانية بحيث يفرز مناهجا جديدة قد تسعد بها البشرية ؟
¤ هل آن الآوان للعقل المسلم أن يعمل من خلال الوسيط التفسيري للنص الديني عبر رشحه لمختلف أنواع التمثل الإلكتروني من أجل أن يفرز عطاء جديدا يختلف عن ذاك الذي كان موجودا قبل عصر المعلوماتية ؟
¤ هل من شأن كل الذي ذكرت أن يؤسس مدرسة دينية الكترونية متكاملة تمنح العقل فرصا تفوق حدود التصور ؟
¤ هل في كل أو في جزء الذي ذكرت ما هو مقبول أو مرفوض شرعا ؟
ما هي مداخلاتكم ووجهات نظركم ؟

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here