إذا ظَبْيُ القصيدة صِيــــدَ حيَّا
فقدْ شَبِعَتْ مروج الفِكْــــرِ رَيَّا
وقد لبس الخيــال رداءَ خِصْبٍ
زكيَّ الرَّوْحِ مُـــــــؤْتلِقاً نَدِيَّـــا
فهلْ أعْدَدْتَ للكلمات سهمـاً
بلا قوسٍ وسَيْفاً مَشْــــــرَفِيَّا
فتُرْدي شاردَ النجوى قتيــــلاً
وتُصْمِيَ في الهوى كبِداً طَرِيَّا
وهل أسْرَجْتَ خَيْلَكَ باقتـــدارٍ
إلى جَوْزاءِ حَرْفِكَ والثُّـــــــــرَيَّا
وقُدْتَ جحافلَ النَّبَضــــاتِ طُراًّ
بشِعْرٍ كنتَ فارسَــــــهُ الكَمِيَّا
نَعَمْ جُرُعاتُ قلبي مــنْ رحيقٍ
وكمْ منْ هضْبَةٍ تنمـــــــو لَدَيَّا
فأَقْبِلْ يا وِشاحَ النارِ أقبِـــــــلْ
وأَحْضِرْ كلَّ قافيـــــــــــــةٍ إلَيَّا
ستحملني إلى خُلْجانِ بَوْحي
زوارقُ كنتُ أرْعاهــــــــــا مَلِيَّا
يُلاطمُها عُبابٌ في دمائـــــي
وعاطفةٌ تثـــــــــورُ بمُقْلَتَيَّـــا
وخَفْقٌ يمتطي صَهَواتِ قلبي
وعاصفةٌ تُدَمْدِمُ في يَــــــدَيَّا
وأصواتٌ تُوَلْوِلُ في يَراعِـــــي
وتعزفُ في المدى نَغَماً ثَـرِيَّا
مقاميَ لا يَبُثُّ النَّـــــــوْرَ إلا
إذا كان الضِّيَاءُ لــــــه سَمِيَّا
يَزُمُّ العُمْرَ عن غَدِهِ شِِفَــاهاً
يَظَلُّ رُواءُ مَبْسَمِهــــا شَهِيَّا
وحين يَفُورُ تَنُّورُ القوافــــــي
يَعِيثُ رمادُهُ في النــــار غَيَّا
ويَقْبِسُ جَمْرةً في الفِكْرِ حَرَّا
ويَقْدَحُ زِنْدَ ذاكرتــــي الخَفِيَّا
تَظَلُّ مدينةُ الشعراء أُنْثَــــى
تقلِّدُها أكُفُّهُــــــــــــمُ حُلِيَّا
لِتُشْجِيَ عاشقَ الوردِ المُعَنَّى
وتُسْعِدَ مُطْرِبَ الحيِّ الشَّقِيَّـا