[حياد تام هو في حقيقته موت زؤام ]
عندما يكبر الفارق بين صوتها وفعلها
باﻷمس كان لها زخم واليوم خشبها عدم
كان فيها باﻷمس حياة واليوم ينعي صقيعها النعاة
لماذا ؟
ﻷن قائليها تبينوا حواة
عجزهم
خرصهم
خبالهم
خيانتهم
قضت عليها بالممات .
كل كلمة لا تشرب من إناء الفعل ولا تتنفس هواءه ولا تدخله ولا تتنزل فيه :
لن تنبض
لن تتوقد
لن تتأصد
لن تنشئ مقصد
فالباب عليها موصد .
( اِقرأ ) :
كانت أول فِعْل أمْر أصدره الله إلى رسوله الأخير، كان ثانيه فعل الأمر: ( قُمْ )، أي ببساطة شديدة، ودونما تشجنات فقهية فإن أول فَرْضٍ فُرِضَ على النبي الخاتم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل الصلاة والصوم والزكاة والحج هو القراءة. فكانت ( اِقرأ ) هي المدخل الذي فرضت عبره كل الفرائض.
وبعبارة أوضح :
كان العلم هو الإطار الذي من خلاله أخذت كل الفرائض الإسلامية موقعها الذي حددته الشريعة فيما بعد.
وبعبارة أدق :
لما كان العلم ثمرة من ثمرات إعمال العقل في فهم كنه اﻷشياء، كان العقل هو المصدر الينبوع الذي تفرعت عنه كل فهوم الفروع، فكان هو الصفة التي تمظهرت تجلياته في مواقع كثيرة، ولكأن قول الإمام علي سلام الله عليه :
(من عرف مواقع الصفة فقد بلغ قرار المعرفة )، لهو تجسيد واضح لما ذكرت.
ثم أتت كلمة ( قم ) لتحرر القراءة من أسوارها النظرية على سعتها، كي تطلقها في عالم التطبيق، عالم الأفعال، عالم الثراء والخصوبة. وكأني بغار حراء لَهُوَ الأُسُّ القاعدي في فهم (جدلية القول والفعل ) .
– هو من حيث اعتبار بعده المادي، محتضن في جبل النور أعلاه، ليرسم لنا من خلال هذا الاحتضان ثنائية القول والفعل الرائعة.
– فهو تجسُّد مادي أولا ، أي أنه ( فعل ).
وهو من هذا الجانب الإشاري يؤكد معنيين اثنين :
الأول منهما :
أنه تمثيل حسي لقضية القول والفعل معا.
والآخر :
أن سبق وجوده المادي لبزوغ فجر القول فيه، لهو دليل على أن الفعل سابق على القول، على اعتبار أن القول كان في الأصل فعلا، هذا فضلا على الدليل الإشاري في احتضان جبل النور له، وكأني بهذا الاحتضان يشير على احتواء الفعل للقول لسبقه إياه وجودا، ولكبر الحجم منه مساحة .
وهو من حيث اعتبار بعده المعنوي، لهو الرحم الذي ولد منه القول.
* أليس ذلك تجسيدا حقيقيا لفعلي الأمر :
اِقْرَأْ ثم قُمْ ؟