سورة الحب – أحمد حضراوي

0
1408

فتقت رضاب الحبر فتقا يُنبي

رتقتْهُ قالت هيت سورة شذبِ

قالت ليَ: اقرأْ، قلتُ أقرأ قبلة

في أول الشفتين باسم الحبِّ

مذ أن سُكبتُ كخمرة برضابها

وتعلمتْ لغتي جنونَ القلبِ

من أول التكوين علْقةُ مذهبي

هي والهوى، وطريقتي: جُبّي!

قولان يرتشفان كل تعنتي

وتلين بينهما خيوط الدربِ

ما رجّحت حرفا بلثغة صمتها

لكنها عبرت إليّ بهُدْبِ

قتلت جوامع أحرفي في نظرة

سكبت لها الأسرار كل السكبِ

قد كنت أعشقها، أداري حبها

وكأنه قد كان بعض الذنبِ

ولعهدها ما خنت يوما إنما

سعت السنين إليّ دون الصوبِ

الأغنياتُ بصدرها خفقت ولم

يخفق به معنى بغير الريبِ

والبحة البحّاء في صلواتها

كانت دعاء لي بظهر الغيبِ

وجنونها الحجري ساق مواجعي

لجزيرة المنفى وقصر الرعب

وحدي وهمس الليل دندن بؤسه

وفراشة التأويل تعلن حربي

عرافة العينين تسحب دمعها

لتؤسس الكأسين، كأسيْ صبِّ

وعرفتُ مثل العارفين حقيقتي

ونسجتُ من صوف التدثر غربي

أغمضتُ عيني كي أراكِ رأيتُني
في عتمة الطين البليل بجنبي

ودنوت ألثم منبر التوحيد قد

فاضت به القبلات ترصف حسبي

شفتاك آخر قضمة التفاح في

باب الجنان بعيدة من قربي

عنوان هذي الأرض كل محطتي

لما تلقت غربتي في شِعبي

ودمي الذي قابيل أغرى سفكه

في لحظة الإغراء يلهب كربي

شفتاك أنت شهادتي قد دونت

أسطورة العنب الذي من تُربي

قبري الذي من أجله هتفت مُدىً

وسفت حروب الحب منذ الوثب

ونمت زهورا بعد ألف محارب

راموا السلام بقبضة من عُجْبِ

شفتاك عنوان الكلام وعتْبةُ الـ

ـالتأويل يرفل في مسام الشيبِ

شفتاك غربة صمت هذا القرع في

نصف البيان يجيز تيه الكعب

شفتاك طوبى الرشف يعقر لثغتي

كينونتي في معجمي للرطْبِ

كل البيان بصمتها وكلامها

أنت الكلام وسحره في جذبي

وعد وعيد حسرة وتمنع

نبع تمخض في جبال الألبِ

صبي لحرفي بعضه فتوى فقد

أُفتيتُ ألا أكتفي من شُربِ

كانت قلاعي كلها وهم وما

كانت لها باب سوى من شعبي

فخُلعتُ حين مشيت نحوك حافيا

إلا بثغر ملء ماء عذب

وعلى ضفاف رضاب نصف قصيدة

لم أستفق إلا بحضنٍ خصبِ

لا ترهقي حلمي بحلْم آخر

فجميعها الأحلام تنهر سِربي

في جب قلبي ألف جب، دلوُهُ

بشراه هذا النبض يوتر نضبي !

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here