بعد إصداره رواية “مُهجة” (2016) وهي الجزء الأوّل من ثلاثيته التي تناول فيها موضوع العبودية في أوساط صقالبة الأندلس في فترة ما من تاريخ هذا البلد، أصدر الرّوائي المغربي محمد مباركي رواية “شروق شمسين” (2017) – وهي الجزء الثّاني من ثلاثيته – عن منشورات “ديهيا” بأبركان ومطبعة “جسور” بوجدة والمكونة من 48 فصلا و426 صفحة من الحجم المتوسّط.
أثّثت غلاف الرّواية لوحة للفنّان “محمد سعود” وقام بتصميمه الفنّان “نبيل الرمضاني”.
قال فيها كلّ من القاصّ والرّوائي “محمد العتروس” والناقد “د. محمد الدخيسي أبو أسامة” كلمتين موجزتين:
كلمة محمد العتروس:
هل جربت أن تقرأ رواية وأنت مغمض العينين؟ أقصد هل جربت متعة قراءة رواية وأنت شبه مغمض العينين؟ مع “شروق شمسين” ينتابك شعور باللذة لا يمكن أن يتحقق مع غيرها، يُلزمك بإغماض عينيك كي تبحر في عوالمها الغنية، في جغرافياتها وأمكنتها المختلفة وتبحر مع شخوصها وحكاياهم وتشتم عبق التاريخ وتشعر به في خياشيمك، تشعر بملوحة البحر ورائحة التراب المبلل. وحين تفتح عينيك لا تدري إن كان عليك أن تبقيهما مفتوحتين وأنت تشعر بدوخة وبالشخوص والأحداث ما تزال تدور حول رأسك، أم تعاود إغلاقهما لتصبح جزءا من الرواية. رواية “شروق شمسين” هي فعلا شروق ثلاثية رائعة أتحفنا بها محمد مباركي “مُهجة” أولها، و”شروق شمسين” ثانيهما، والثالثة في الطريق “هذا الرّطيب”.
كلمة محمد الدخيسي أبو أسامة: شروق شمسين: شمس طبيعية وشمس “مُهجة” التي أهلت بنورها على حياة أبي الفضل ومهجة، فكانت نورا فوق نور.. بعد الجزء الأول (مُهجة) عشنا أطوارا عجيبة مع الجزء الثاني. فالكاتب حين يسترسل في سرد أحداث الرواية، نحس وكأنه مخطط لها سلفا؛ بناء على الجمع بين سيناريوهات مختلفة المكان والزمان. نقف عند الصورة السينيمائية التي يجول من خلالها القارئ بين أروقة المكان وأنماط الشخصيات وتحولات الزمان؛ فتنعكس الرؤية الفنية والجمالية في ذهن المتلقي ووجدانه، وينغمس كليا في تتبع الأحداث متمنيا النهاية السعيدة بالرغم من كثير العراقيل والمشاكل التي واجهت “مهجة”.