سباق الحافظين إلى العلى __ الشاعر زيد الطهراوي

0
35

 

يا حاملَ القرآنِ وعدك مُبْرَمٌ

والأمنُ في يومِ القيامةِ سابقُ

من منبعِ الإخلاصِ تاقتْ أنفسٌ

والمستنيرُ بهديِ أحمد حاذقُ

وصعابُ دربٍ صدَّعتْ أهلَ النُّهى

   ثارتْ فَسَكّنَها الصَّبورُ الواثقُ

وكُؤُوسُ حوضٍ والمُبَشِّرُ لابث

هِيَ شَرْبةٌ يرنو إليها العاشقُ

( مالي وللدنيا )وغادرَ موقِناً

والمُقْتَدونَ إلى النجاةِ تسابقُوا

اقرأ كتابَ اللهِ يا خيرَ الورَى

عبدٌ أمينٌ عندَ قومِك صادقُ

ما جَرَّبوا إثماً عليكَ وإنَّما

عن رِجْسِهِم مُتَرَفِّعٌ وَمُفارِقُ

جاهدْ بِهِ شِركَ القرونِ مُوَلِّياً

شَطْرَ النَّجاةِ فأنتَ حُرٌّ سامِقُ

ضاقتْ دروبُ الغافلينَ وأجْدَبَتْ

ولِحافِظِ الآياتِ ظِلٌّ وارقُ

هُوَ حامِلُ القرآنِ يُرْسِلُ شَوْقَهُ

والنَّفْسُ يغشاها الصلاحُ العابِقُ

شوقٌ إلى الرحمنِ يرفَعُ عبدَهُ

فينالُهُ خَيرٌ عَميمٌ دافِقُ

هَجَرَ الرِّياء ملبِّياً في خَلوَةٍ

مُتَوَجِّساً أنْ لا يلينَ الخافقُ

فالأخفياءُ هُم الذينَ اسْتَأْهَلُوا

درجَ الجِنانِ ونُورُهُم يَتَباسَقُ

ومحاسنُ الأخلاقِ ترفعُ قدْرَهُ

نحوَ البشيرِ مُقارِبٌ ومُعانقُ

حِلمٌ وإحسانٌ ورِفقٌ كُلُّهُ

خَيْرٌ كما نَطَقَ الأمينُ الصَّادِقُ

وتسامُحٌ وسلامةٌ في صدرِهِ

كي لا ينالَ القلبَ حقدٌ حانقُ

هَوْناً كما وصفَ الرحيمُ عبادَهُ

والجاهلونَ عن الحليمِ تَفارَقُوا

وَلِحامِلِ القُرآنِ طاعاتٌ سَمَتْ

والذَّنْبُ للنَّفْسِ الضَّعيفةِ خانقُ

فَتُذَكِّرُ الآياتُ عبداً قدْ كَبَا

والنُّورُ للقلبِ الكسيرِ مُعانقُ

في واسعِ الرحماتِ يهنأُ نادمٌ

أمَّا المُصِرُّ على الذُّنوبِ فآبقُ

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here