كل نفس ذائقة الألم، كل نفس باكية وإن أبت، كل نفس مارة بالوجع وإن كرهت، تمر بنا الآلام لأيام، ومنا من تسكنه على الدوام، هناك من يختار أن يعيش الألم لفترة ويمضي، وهناك من يعتاد عليه، وباقي عمره في الآلام يقضي…. لكن ؟!
_ إن سألوك عن أقصى درجات الألم فقل لهم : أن تعتاد على العيش معه، أن تتفقد الدموع إن هي عنك غابت، وأن تشتاق للأوجاع وإن طابت، أن تتذكر في أول ثواني استيقاظك أنك محمل بثقل آلام الأيام الماضية، أن تسير وتكمل يومك والابتسامة تكاد لا تزور محياك، أن ترى من هم في نفس عمرك ينتقلون من مراحل لأخرى، ويعيشون حياتهم على ما يرام، وأنت مقيد بأصفاد الوجع…
قد يبلغ الألم أقصى درجاته، حينما لا تبالي به، عندما تغيب عنك الأفراح أياما، ولا تنعم بالهدوء النفسي لأعوام، وتكتب بدم القلب حتى تجف لك الأقلام، قد يبلغ الألم ذروته عندما تضحك بوجوده ولا تبالي، وتبقى معه وحيدا في كآبة الليالي، وتنادي للمزيد من الآلام : أن قد اعتدت على وجودك فتعالي
لكن سأقول لك: إن الآلام موجودة دائما، لكن الطمأنينة قل ما نجدها، ابحث عن الطمأنينة والسعادة في آلامك، لا تجعلها جزءا من أحاسيسك، لا فائدة من الألم تُجنى، ولكن عند التخلي عنه نجني كثيرا…!