في الجديدة كل شيء أصيل.. الشوارع سجلات تاريخية، تستطيع أن تقرأ خطوط الزمن وتجاعيد الأيام على كل شيء، التطور لم يمح ملامح الماضي، كل شيء أراه في الجديدة يجذبني، يحكيلي أسراره –والسر في هذه الحالة مش في بير–، وكيف للمفتون بالحسن أن يخفي ما في قلبه.. أرصفة الجديدة عشقي.. هل تخيلت أن تعشق رصيفا؟ !.
في الجديدة الناس ولاد بلد، الجدعنة سلوكهم والشهامة شيمتهم، في الحي البرتغالي “القصبة” جمال من نوع خاص، تاريخ وبطولات منحوتة في كل مكان وعلى كل شيء، في خارج المدينة منطقة حديثة تفصل القلعة عن المدينة القديمة، أسواق وزحمة وناس وسط ناس، مطاعم “الحوت” والمقاهي، أما المدينة القديمة فهذه لها حكايات وحدها، عالم فريد في كل شيء، مسجد مولاي عبد الله أمغار، أيضا معلمة فريدة تحدثت عنها من قبل، أزمور مدينة التاريخ والجمال، لكل مكان حكاياته وأسراه، تستطيع قراءتها خلال جلسة “على الرصيف”.
الجديدة عاصمة دكالة، وعاصمة الفرس والفرسان، وبلد الصيد بالصقور، وبلد التبوريدة، ذلك التراث المغربي العريق، الجديدة مدينة أعشقها، استمتع بالجلوس على أرصفتها، بين الناس، أهل الجديدة، ولاد دكالة، الجمال الحقيقة في البلد، وولاد البلد دائما تجدهم على الرصيف، في المقاهي وأمام الحوانت وفي المطاعم، يجلسون جماعة وكأنها منتديات سمر، يحتضنون “البراني” يجذبوه لجلساتهم وحكاياتهم دون استئذان.. لهذا يقال “الجديدة مدينة البرانيين.. ومولاي عبد الله عزيز عليه البراني”، سمعت هذه العبارة كثيرا، ووجدت أصلها يعود لأن مولاي عبد الله أمغار الرجل الصالح الحاكم الإقليمي للمنطقة قبل قرون كان يأوي الأغراب ويكرمهم في حياته، لذلك أغلب زوار “مقامه” الآن أغراب.. أنا واحد منهم، عشق مقام مولاي عبد الله، ودروب الجديدة، وأرصفتها..
#المغرب
#يوميات_صحفي_في_المغرب