“حوار مع الشاعر المغربي سعيد حرور” :
1_ سؤالي الأول والمعتاد من يكون سعيد حرور ؟ نبذة عن مسيرتك العلمية والإبداعية شاعر القومية العربية ؟
سعيد حرور مواليد مدينة القنيطرة المدينة التي تربيت وكبرت تحت سمائها وفوق أرضها فكانت حضنا أنعم بدفئه، وأستظل بظلها، مدينة أسرتني بحنو صدرها، بصدق لسانها الناطق بالحب والتعايش، الفاتحة دراعيها لكل قادم وافد إليها، مدينة السكون والود، وهبني الله فيها صحبة وصداقات تعلمت منها الكثير واستفدت من معينها، صداقات لا تبخل بالود والحب والكرم وطيب الأخلاق. أثرت في خط حياتي وأغنتني كل الغنى. اسمحي لي أن أذكر أسرتك الكريمة التي كنت أعتبر نفسي وتعتبرني فردا من أفرادها، أذكر أول مكتبة كانت ببيت السي أحمد الديبي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، الأب الطيب الكريم، هذه المكتبة جُعلت تحت تصرفنا كتبها الغنية بحضور متنوع لكتاب كبار، كما أنها كانت فاتحة لعالم المطالعة والرغبة في تثقيف الذات. على منوالها أنشأت مكتبة صغيرة متواضعة صممتها بنفسي وكنت أقتني الكتب مما أدخره. وأزين رفوفها بألوان من المؤلفات، كنت أميل إلى قراءة الشعر خصوصا ديوان أبي القاسم الشابي وكذا ديوان مواكب، وقرأت روايات يوسف السباعي، توفيق الحكيم وقصص جرجي زيدان وإحسان عبد القدوس والكثير من القصص ؛ هذه الكتب كانت تزخر بها مكتبة. كما كانت صداقتي بأصدقاء استهوتهم المطالعة وسحرتهم ولله الحمد منّ علي بأصدقاء لهم مواهب مختلفة فمنهم من برع في العزف والموسيقى، ومنهم من تميز في فن الرسم، وهناك من أجاد في كتابة القصة بأسلوب شيق ومثير، حفزني على اقتحام قلعة الكتابة القصصية فكتبت أول قصة بعنوان بلا أمل في مرحلة الرابعة إعدادي.
كما استفدت من الحكي الذي كانت تجيده أمي رحمها الله، ومن كثرة الأمثال والحكم التي كانت تحفظها،
أما عن شخصيتي فقد كنت خجولا، قليل الأصدقاء.
كما أثر في نفسي انتقالي بعدما حصلت على الإجازة إلى مدينة المضيق. فكانت مرحلة فارقة في حياتي، تزوجت واستقررت بهذه المدينة، حيث أنعم الله علي بأصدقاء، جمعني وإياهم الأدب والثقافة….
فزت بعدة جوائز عن مجموعة من القصائد الشعرية في منتديات ومجلات عدة،
حصيلتي من المؤلفات:
ديوان نبضات تحت الرماد مطبعة الهداية بتطوان.
عناقيد الصمت مطبعة أمبريما مادري
صرخة الصمت دار النشر يسطرون بالجمهورية المصرية.
طلائع الصمت دار النشر المنستر بجمهورية تونس
المشاركة في ديوان مشترك بعنوان
إبحار في الرغيف مجموعة شعرية مشتركة عن المنتدى الثقافي ثقافي بغداد 2015
عربة الشعر حركة الخيال وسيميائية اللغة الشعرية في القصيدة العربية. تناول الناقد علاء الحمد في الفصل الثامن والعشرون: اللغة واستبدالاتها في قصيدة الشاعر المغربي سعيد حرور.
دار توت للنشر والتوزيع جمهورية مصر
ديوان مشترك أصبح الصبح فلا دار الياسمين للنشر والتوزيع
المشاركة في ثلاثة دواوين إلكترونية مشتركة في منتدى أجراس الشعر والنثر…
الدراسة النقدية:
أنطلوجيا الصمت في قصائد الشاعر المغربي سعيد حرور
للناقد الدكتور عبد اللطيف البدادي.
الأنسنة في قصائد الشاعر المغربي سعيد حرور.
2_ إن الامة التي لا تقرأ تاريخا ولا تستفيد من ماضيها وحاضرها لهي أمة جاهلة سائرة إلى الحضيض كما تعلم.. فالماضي مفتاح لفهم الحاضر وإعادة صياغة القادم…هل نحن أمة استفادت من تاريخها أستاذ سعيد؟
2. أولا لا بد من تصحيح ما حمله التاريخ لنا، معظمه صاغه متملقي القصور والموالين للغالب المنتصب فوق الرقاب، تاريخنا مطرز بالاقتتال والمكائد والفخاخ ، منذ تولى الأمويون الحكم وعنق التاريخ تدلى حتى صار أدنى للخضوع والخنوع :
نزيف !!
أتقيأ تاريخا
ممزوجا بطعم الدم…
مطرزا بلون الموت…
تجرحني سيوف اليزيد…
تدمي صدري أسنة الحجاج…
المنجنيق تدك رأسي
لا تدعني ألتقط أنفاسي
هذي الكاهنة تحرق أرض العبور
إلى هناك…
لا تخش الحرب…
لكنها تخشاك
أنت سر غامض…
كعمق البحر …
هكذا تراك…
اركب موجك …
احرق مراكبك…
تطهر بماء البحر
مما اقترف سواك
أتقيأ تاريخا
ينسى بلاط الشهداء
لا يعرف أثرا لطارق
يمسح الشمس
من وجه السماء !!
أتقيأ …
يزداد وجعي…
تنزف مني كل الدماء !!
نحن أمة ذاكرتها مثقوبة، هي لا تذكر إلا تاريخا مزيفا، ينحني لصاحب القرار، ويلبس جلباب الطاعة والولاء، فيبقى اليوم والغد كالأمس، لذاك تبقى حبيسة التخلف والانحدار…
3_ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تفرض نفسها كأحد مجالات النشر الغير التقليدية ، فهل يرى شاعرنا أن هذه الوسائل أضافت للشعر أم أنها أفسدته ؟ وهل لشعراء هذه الوسائل مكان في الساحة الثقافية العربية؟
وسائل التواصل الاجتماعي لها ما لها وعليها ما عليها، فقد أتاحت الفرصة للكثير من المبدعين للظهور في الساحة الأدبية، والتي كانت إلى زمن قريب تعاني التهميش والإقصاء، والجيد من الشعر يفرض نفسه، أما الزبد فيذهب جفاء. نعم الشعر الجيد برز في الساحة الثقافية العربية كمكون لا يمكن تهميشه، ولله الحمد هناك من يتعامل مع النص ويتفاعل معه بما تتميز به القصيدة من نضج وإثارة وإدهاش، وقد حظيت قصائدي بحضوة ومكانة رفيعة، وكان لها حضور مبهر، وهذا من فضل الله..
4_ قيل ” أن مساحات الشعر أصبحت تضيق يوما بعد يوم فاسحة المجال لحالات الابتذال وغياب المعنى الجمالي من الحياة اليومية وأصبح الابتذال يهدد الشعر العربي ما رأيكم شاعرنا القدير?
4. مساحات الشعر فعلا أصبحت تضيق لكنها تلوح في الأفق فيغيب الغث ويبقى السمين، فيخلد الجيد ويذهب كل سفيه مع مهب الريح، لا نعيب على من يحاول، أن يكون له موطئ قدم فالساحة الأدبية للجميع وليست حكرا على أحد. يجب أن لا تضيق الدائرة وتتسع للجميع، بعدها يكون الفرز فيبقى الأصلح وهو القانون الذي سنته الحياة..
5_ اتهم الشعر الحديث أنه يعاني أزمة تشابه في الصوت الشعري القابع داخل الشاعر ويتمثل ذلك في إعادة إنتاج لغة ورموز الرواد بالطريقة نفسها ما رأي أستاذنا?
5.من يلبس حلة غيره تضيق به وتبلى. من لم يجدد في الشعر ويرسم له خطا خاصا به يتساقط كأوراق الخريف، لكن كبداية لابد من الوقوف على شعر غيره، قال عنترة بن شداد:
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
قلت في قصيدة بعنوان :
لسان الشعر
لسان الشعر يقول:
الشعر ليس رص كلمات
ولفظ منتفخ
إن فضضته
كان فراغا شاغرا
الشعر يا راقصا
على حبل التخريف
الشعر دفق مشاعر
وإن ابتلاه الدهر
بهمهمة ودمدمة
محتال سولت له نفسه
امتلاك زمام الحرف
وأمرته أن يجاهر
يحسبه تعاويذ
أو نصيب صيد مقامر
الشعر خيال واقع
يصفع المظاهر
ويعلو فوق صوت المنابر
يجلي صدق الحناجر
يفتح كل المعابر
الشعر فرس جامح
لا يقبل الترويض
ولا يهاب ركوب المخاطر
قلم من قلب خالص مثابر
يا راقصا على حبل نشير
اتبعني لبيت الشعر المهجور
لنعلي أركانه
و نسوي بنانه
دار رحى الزمان
وغادر الشعراء من متردم
وما عرفوا الدار بعد توهم
فليستوي الشعر شعرا
ويفرش المكارم
أو يغادر
إلى صمت المقابر
إنا مللنا الرقص
فوق نقاء المشاعر
جلي الغشاوة
ليصبح بصر الشعر حديد
ويشرق مع بسمة كل قصيد
عيد جديد
يا راقصا فوق الزيف
الشعر ليس تجديفا
أو نفخا يلفه التجويف
فاستعذ من شيطان
يوحي لك بسلطان
وقل كفاني ما كفاك
من طهر صادق عفيف
خطاه إن مشى
ظلا خفيفا
أو نسيما لطيفا
يطعم جائعا
إن عز الرغيف
ويسمن عقلا نحيفا
في زمن التضليل والنزيف
6) ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ؛ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﺃﻡ ﺍﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ؟ أﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ؟
6. الكل يصب في معين واحد بحيث ننطلق من الذات للتعبير عن أحاسيسنا اتجاه محيطنا واتجاه قضايا الوطن والأمة كما قيل الشاعر ابن بيئته، لا يمكن أن أحدد الأقوى في أعمالي.
7_ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺠﻨﻮﻥ، ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ.. ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺟﻨﻮﻥ ﻟﻦ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ؟
7. الفنون جنون كذا يقال، والجنون لا يفهمه إلا أهله ومريدوه، والكتابة منبر لا يعتليه إلا أئمة القصيد وفرسان الكلمة الذين يعتلون صهوة الحرف ويروضونه.
وأنتم من أهله
8_ تجزأت بلاد الأندلس إلى دويلات ضعيفة لا تمتلك مقومات النصر على الأعداء المحيطين بها؛ وذلك بسبب حب الدنيا وحب السيادة، وأدى ذلك إلى التناحر والتباغض فيما بين أمراء هذه الدويلات، وتفاقم الأمر حتى بلغ إلى الاستعانة بالنصارى، فسقطت بسبب ذلك بعض الإمارات الإسلامية كطليطلة، وفرض الحصار على إشبيلية، حتى صارت هذه الدويلات تحت سلطة النصارى، وأصبح المسلمون يدفعون الجزية وهم صاغرون.
ألا ترى ان التاريخ يعيد نفسه في زمننا هذا؟
8. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: : «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: أومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».
وهذا ما حدث للأندلس فضاعت، وضاع الواقع العربي وتوبع في محاكم التفتيش، واضطهد وحوصر داخل بلدانه، فأصبحنا نستجدي عدونا لنستعين به على بعضنا، خارت الأمة وتهاوت إلى الحضيض، فرجع بنا التاريخ إلى العصر الجاهلي؛ قبائل متناحرة متقاتلة فيما بينها تستظل بظل الفرس أو الروم، سكنتنا روح كليب.
نعي !!
ريح الصبا تشتاق لوصالك
عدن تخيط فستان العرس
تتعطر سرت لتحضر
في وهج الليل …
موج البحر يرويك
يكحل عين عنابة
عنابة تقوم من النوم
تصرخ في وجه اللص
اللص وراء التل
التل لهيب رمال تزحف
العيون تقتفي أثر نيرون
مراكش فوق العرش
العرش فوق الماء
الماء يبحر
في غفلة من الحرس
يشرب ملح العطش
الياسمين من الخضراء
بلا عطر
تستروح به عين جالوت
كي يكشف عن السر
من أنبار العهد الجديد
لا يفلح القاتل من حيث أتى
ترتد عصاه أفعى
تغلق باب المبغى
أُور تنبعث من جديد
تتلقف ما صنعوا
ما صنعوا كيد أعمى
لا يرتد بصيرا …
قُدّ قميص المأجور
من قبل …
خاب المسعى
ينكشف الغبار
تنبعث الرمادي تحت الرماد
حمص تراك من بعيد
والقعر أفاعي تزدحم في النهر
غراب الليل الماجن ينعق بلا أجر
ينعق العشر الأواخر من العمر
ينعي جثثا من بداية الصفر بلا قبر !!
9_ ماذﺍ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ الشعرية ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺃﻋﻄاك الشعر؟ ﻭﻫﻞ تشعر ﺃﻧﻚ ﺣﺮ كشاعر؟
9 . الكتابة الشعرية هي الملاذ وهي عالم جميل أسكنه ويسكنني.
الشعر أعطاني هامشا كبيرا من الحرية، أعطاني جناحين أحلق بهما في الأفق بعيدا عن قيود فرضت علينا، أتنفس الحرية من خلال القصيدة، فالكتابة الشعرية بالنسبة لي هي الهواء وهي الماء، ولا أبالغ إذا قلت هذا، فمع كل قصيدة أحس براحة ونشوة، كما تحس المرأة بعد ولادة مولودها.
10_ ﻫﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ؟ خاصة وأننا نرى مؤخرا مجموعة كبيرة من الشعراء اتجهوا إلى كتابة الرواية ؟ فهل يمكن للشاعر سعيد حرور أن يفاجئنا يوما بنص روائي؟
10. صحيح لم تعد تستوعب التطور وضاق وعاؤها، والواقع الذي نعيشه يفرض استخدام مفردات تصل للمتلقي، والشاعر الحاذق هو من يستطيع الوصول إلى القارئ.
كما أن القصيدة الحديثة لها جماليتها الخاصة، ويلعب الرمز والأسطورة دوراً كبيراً في نسيج الكتابة الشعرية تلبسها حلة قشيبة رائعة.
11_ ﻫﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ؟ خاصة وأننا نرى مؤخرا مجموعة كبيرة من الشعراء اتجهوا إلى كتابة الرواية ؟ فهل يمكن للشاعر سعيد حرور أن يفاجئنا يوما بنص روائي؟
11. الشعر بخير لأن هناك الكثير من الشعراء المخلصين الذين يبقون أعمدة تقوم عليها أركان الكتابة الشعرية.
للشعر جاذبية تستهوي رواده. كتبت رواية اللقاء الأخير أتمنى أن تطبع إن شاء الله، وقد شاركت بها في مسابقة كتارا…
12_ ما هي الرسالة أو الرسائل التي تسعى إلى إيصالها من خلال قصائدك ودواوينك ؟
12. بغض النظر عن البعد الجمالي في القصيدة وعمق المعنى، فإنها مرآة تعكس الواقع، والشاعر ينطلق من محيطه ليعبر عنه ويوصل إحساسه إلى الغير.
نريد تغييرا يخدم الإنسان ويصون كرامته، ويسمو به..
13 في سؤال لأحد الشعراء المجيدين عن قصيدته المستحيلة، أجاب أن قصيدته المستحيلة هي تلك التي سيتغلب فيها على شاعر كبير.. فما هي يا ترى قصيدتك المستحيلة؟
13. أقول التصنيف ضرب من التخريف، ولا يمكن أن أضع قصائدي في مقارنة مع قصائد الشعراء الٱخرين، وهذا ليس من مهمتي بل هي مهمة النقاد.
جميع القصائد التي شاركت بها في المسابقات فازت، كتبت مجاراة لمجموعة من الشعراء الكبار مثل محمود درويش كقصيدة جلجامش وأنكيدو، وقصيدة أنا مثلك لا شئ يعجبني، كما جاريت الشاعر الكبير أحمد مطر في قصيدة عباس وقصيدة تحت الصفر، وأضع بين أيديكم قصيدة أنكيدو:
أنكيدو
أنكيدو يا صديقي
تعاهدنا أن لا نفترق
تخونني في منتصف الطريق
افتح عينيك لا تغمضها
لم يبق لي سواك صديق
أنكيدو
لون السماء كئيب يا صديقي
قم امسحه بابتسامة شفتيك
عشق الحياة في عينيك
قبل أن تغمضها حزين يا صديقي
ماذا رأيت ؟
أسرار الكون وأنت ترسمها
تذيب الجبال
تلهب الحرق حريق
أنكيدو
تمد رجليك…
تغمض عينيك
على دمعة حزينة لتغيب
لا تجعل لطفك يخفيك
قم أنكيدو
الطريق طويل
أنا وحيد
آلهة الشر تشمت بي
إذ جعلتك رفيقْ
وتنظر إليك كأنها لا تعرفك
قل لها…
الموت لا يهزمك
لون الحياة لا يذبل
على جبينك
قل لها صليل السيوف لم يقتلك
كيف لموت أنهكته السنين
الدماء والحروب أن يغلبك؟ !
قم يا صديقي
قبل أن يتمكن منك ويمحوك
وكأنك لم تكن
لم تحمل الشمسَ يمناك
لا غردت بلحن الطير
شفتاك…
لن ينطفئ نجمك في قاع البحر
دون حراك…
وجحيم البحر لن يصلاك
أنكيدو
ابتسامة الربيع لم تفارقك…
كيف يُسقِط أوراقَها الخريف؟
وتمضي بلا عودة
في طريق بلا رجوع
يا صديقي
خذني معك
قد نزعت قلبي من بين الضلوع
أنكيدو
لا لون للموت
لا صوت للموت
لا نبض للموت
لا حفيف …
لا فحيح…
لكني أراه فيك
أنكيدو
أضمك لأحميك
فلا أجدك يا صديقي
يعز علي أن أحفر لك
وألقيك
سأحملك …
أحادثك…
جامدا كنت…
ساكنا كنت …
كي لا ينتش عقم الموت
ويظن أنه يهزمني ويهزمك
أنكيدو
الزمن المر لا يمر
الزمن المر بطيءْ
ينشرُ غيما أسودْ
الليل قاتمْ
الموت تدلى
صار قاب قوسين أو أدنى
الموت ينزع منك الروحْ
سور أور يبكي من جراح
تتركني وحيدا يا صديقي
تتركني وحيدا…وحيدا
وتروح… وتروح !!
_14_كلمة تحب أن تختم بها هذا اللقاء شاعرنا المغربي المبدع سعيد حرور..
14. أشكرك جزيلا على جميل اللقاء الذي أتاح لي الفرصة للتعبير عما يجيش به صدري.
كما أتوجه إلى الكتاب الذين في بداية مشوارهم أن يستندوا إلى الثقة بأنفسم ولا يثبطهم أحد في الوصول إلى أهدافهم الفنية. فالكثير يجذبك إلى الوراء حيث الفشل والنكوص، وعندنا في المغرب كما في البلاد العربية؛ مطرب الحي لا يطرب. وإن حلقت فحلق بعيداً.
على أن يكون الإخلاص والصدق أساس ودعامة الكلمة، فما يصدر من القلب يصل إلى القلب، لا يجد حاجزا يمنعه.
وأهم شيء أن تعرف قدر نفسك، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
شكرا لك مرة أخرى ورحم الله الوالد الذي ربى وأحسن التربية وحفظ الله الوالدة الغالية.