“نصر من الرحمن” :
املأ فؤادك باليقين ملبِّياً
فالجرح فوَّار الدماء وغاضبُ
والقدس ميراث يسيل أريجه
فتنير في عمق الظلام مساربُ
يا قلبَ من ألِفَ المروءة وارتقى
عمّا قليل سوف يفنى الغاصبُ
إن البكاء هو المحال وأنت في
آمال مجدك تنتشي وتحاربُ
الأرض أرضك واللئام تمردوا
والفجر فجرك كي يعود الغائبُ
تتلون الدنيا فهذا يعتدي
ويؤُزُّهُ خوَّانُ عهد خائبُ
أما الصديق ففيه حرقة ساكن
تَئِدُ العدى لو أُطلقت وتغالبُ
سبعون عاماً في النضال متَيَّماً
وعدوّك المأفون كِبْرٌ ذائبُ
وسجالك الممتد وضحاً في المدى
هو للنفوس غمامة وأطايبُ
صِدقُ المسيرة ليس يدرك كنهه
زورٌ ولا يرنو إليه الكاذبُ
وطن يزورك في المنام ويقظة
كسفير شوقٍ نضَّرَتْهُ مناقبُ
ويضخ فيك دماءه وتضخها
ولهامة المطلوب يسعى الطالبُ
نصر من الرحمن يكتسح العدى
فيضج بالشكوى الذليل الهاربُ