موت الضمائر – جميلة الكجك

0
867

عندما يموت الضمير وتحيا المادة، عندها لا نستقيم إلا بثمن، بثمن يدفع لنا أو ندفعه من جيوبنا.
عندما نشجع أطفالنا على الإلتزام بالقيم، عندما ندفعهم إلى التفوق ولكن بثمن، عندما نغرس فيهم حب الخير ولكن من خلال دافع مادي. وعندما.. وعندما.. تتحول الحياة كلها إلى مجرد سوق يباع فيه الإنسان ذاته حسب العرض والطلب. تصبح المادة هي الإله المعبود، فلا نعود نرى إله سواه.
ترى لو أصبح للقمامة ثمن مادي يدفع لنا فهل سنجد ورقة واحدة ملقاة في الطريق؟ أو علبة فارغة، أو حتى منديل ورقي.
أسئلة راودتني عندما قرأت خبرا عنوانه – تحويل القمامة إلى ذهب – التنظيف من خلال جمع القمامة ودفع ثمنها إلى أصحابها.
عندها لم أتمالك نفسي من التعجب. انتابتني مشاعر متناقضة. أافرح أم أحزن. أفرح لأن هذه بالفعل الوسيلة الأنجع في عصرنا – المادي حتى النخاع – لدفع الكثيرين للمحافظة على النظافة، وأحزن لأنها كذلك!!
ويا ليت من اخترع هذه الوسيلة يخترع مثلها لتنظيف القلوب والأرواح والنفوس من أدرانها. من يتمكن من دفع أثمانها لأولئك الذين لا معايير لهم إلا المادة ومشتقاتها.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here