أدى توهم البعض أن الاستغناء عن الفهم الباطني لكتاب الله والحديث النبوي ، بالركون إلى فهم الظاهر لنصوصهما، إلى بروز تيارات اعتمدت اعتمادا كليا على النص وحده في شكله الظاهري اللفظي ، ولم تستطع أن تتجاوزه إلى مضمونه الباطني في التدليل والإثبات ، وفضلت أن تتعامل مع النص تعاملا لغويا ظاهريا – رعته ظروف وملابسات تقاطع فيها التاريخ والسياسة مع العقيدة – لكي لا تسمح بتسرب أو تسلل أية عناصر فكرية إلى عقولها وهي تتعامل معه ، حفاظا على مؤسستها الدينية التقليدية المحتمية بها ، والتي هي بمثابة أسلاك شائكة من الصعب تجاوزها واختراقها .
هذه المسألة ، مسألة اللفظ والمعنى أو الشكل والمضمون أو الظاهر والباطن على حد التعبير القرآني ، لاتزال مرفوضة عند الكثير من مشايخ المسلمين ، علما بأن الله سبحانه وتعالى قد أصل لها ولقبولها في العديد من آيات كتابه الكريم .
ثمة سؤال يستوقفنا ونحن في معرض حديثنا هذا :
ما هي اﻵثار الناجمة عن هذه المسألة في الفكر الإسلامي؟
ولماذا يولع الإسلاميون غالبيتهم بالهروب إلى الظاهر والارتداد إلى قضاياه ومفاهيمه فيلجؤوا إلى التقاط أحكامه بمعزل عن صلة النص بمعناه الباطني الذي قد يكون البوصلة الهادية إلى الطريق الصحيح في لجح بحار الظاهر و المنطوق اللفظي .. في حال وجدت بيد من يحسن استخدامها الاستخدام الصحيح لتهتدي النفس من بعد ذلك إلى الطريق الذي رسمه الله إلى معرفته ؟ ! .