* هوية.. وانتماء *
ندى سمير الطهراوي 13 سنة الأردن
عندما كنت طفلة تلهو بدميتها الصغيرة، كان جدي يرسم الأمل والحب في قلبي الصغير.. ولم أكن أدري أنه يزرع داخلي حب الوطن.
جلسات جدي كلها حكايات، كان يروي لي بطولات الأردن، ومواقفه النبيلة، وإدارة حكومته الرشيدة ، وما سجله الهاشميون على مر الزمان من شجاعة وبسالة، أكدته انتصارات الجيوش في المعارك ، حيث سجلوا انتصاراتهم التي غدت جرسا يدق في قلب العالم كله.. ونبراسا هاديا لأجياله المتعاقبة.. ليضرب بها أروع الأمثال في الشهامة والرجولة والفراسة.
وللصبح عند جدي حكاية؛ كان يصحو يصلي ويسعى مستبشرا ليرسم الأمل.. ويبدأ بالعمل.. ينثر أكل الطيور.. ويروي أزهار حديقته الصغيرة.
كان يقول لي : – ” حين أتنفس هوى الأردن أشعر كأني ولدت من جديد”.
ذات يوم تعب جدي، وغابت معه الحكاية ، قلت له : -أنا سأرسم لوحتك الجميلة يا جدي.
وذهبت أنثر للطيور طعامها، وأسقي الأزهار العطشى، ولأول مرة أشعر بقوة حب الوطن والغيرة على ترابه، جدي معه حق، فالوطن أغلى ما نملك.
لله درك يا جدي.. كم كنت تعشق ثرى الأردن، وكم أوصيتني أن أكون أمينة على هذا الثرى ، وكيف لا ؟ وهويتي الأردنية.. وكل حرف فيها، أستمد قوته من هذا الوطن.. فهو أمانة في عنقي ما حييت.
ومرت الأيام.. ورحل جدي.. ولكن لم ترحل من خافقي تلك البطولات الخالدة ، التي رسمها بقلبي وعقلي.. فلم أر حبا يرسم ويقرأ بمثل هذا الجمال كحب الوطن.
كبرت يا جدي.. وهذه هي قصتي .. والتي ستبقى في قلبي رمزا للفرح.. وللفخر.. بأني أردنية..