كيف تستفيد من الأدب العربي….!
يدرس عدد كبير من الطلبة والطالبات الأدب العربي في معاهدنا العربية، من القراءة الراشدة، ونفحة العرب، والمقامات الحريرية، إلى ديوان المتنبي والمعلقات السبع، وديوان الحماسة، وغيرها من الدواوين والأسفار الجليلة، فبعد قراءة هذه الكمية الهائلة لا يتمكنون من كتابة سطر باللغة العربية الفصحى سليمة من الأخطاء، فما هو السبب؟ فالسبب الرئيسي لذلك أنهم لا يدرون طرق الاستفادة منها ومن الأساتذة المهرة، فأنصحهم في ضوء تجربتي الأدبية إلى نصائح ترشدهم إلى معرفة النبوغ في الأدب العربي :
النصيحة الأولى :
التفكر والتعمق في الأساليب الأدبية، ثم استخدام تلكم العبارة في المقالات والبحوث والحوارات واللقاءت، مثلا : أتلو شيئا من القرآن الكريم، هذا تعبير يستخدمه العرب كثيرا، وإنهم يزيدون كلمة “من” بعد شيئا غالبا وكثيرا، فيمكننا أن نقول اشتريت شيئا من الفواكه والخضروات، وسمعت شيئا من الدرس…. و….. و…..و
النصيحةالثانية :
التعمق والتفكر في الأفعال المتعدية بحرف، والتمكن من الصلات، مثلا :كلمة “الالتحاق تتعدى دائما بحرف الباء “نقول : التحقت بالجامعة البنورية، ولا نقول التحقت في الجامعة البنورية، وكذلك كلمة “التمكن “تتعدى ب “من”، تقول تمكنت من الأدب العربي، ولا تقول تمكنت في الأدب العربي، وكذلك كلمة “القول تتعدى بحرف اللام، تقول قلت لك، ولا تقول قلت منك، تعمق في العبارات والأشعار وإلى تعاببر أساتذتك فإنه كيف يستخدم وأين يستخدم؟؟؟؟؟
النصيحة الثالثة :
حفظ النصوص نظما ونثرا بعدد كبير لا يأخذه قانون الضبط والحصر، لأن الحفظ رأس مال طالب علم، ودونه كالمسافر الجالس في السيارة بلا مقصد وغاية، وكمصابيح بلا أنوار وأضواء، فلا ينكر أهميته من له إلمامة بسيطة بالأدب العربي، ولو أباه فلوم الخفاش لا يضر الشمس، فكان العلامة عبدالعزيز الميمني رحمه الله تعالى رحمة واسعة يحفظ زهاء خمسة وسبعين ألف بيت.
النصيحة الرابعة :
على رائد الأدب الالتزام بالمعاجم والقواميس لزوم الشعاع الشمس، لأن المفردات العربية تتعلق بالسماع فليس للقياس مدخل ولا سهم، ومن أبرز تلك القواميس لسان العرب لابن منظور الإفريقي، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس، وتاج العروس وغيرها من كتاب العين، والمعجم الوسيط، وتهذيب اللغة لعبد القادر البغدادي.
النصيحة الخامسة :
حفظ الألفاظ المترادفة والمتقاربة، مستفيدا من “كتاب الألفاظ الكتابية” لعبدالرحمن بن عيسى الهمذاني، و”نجعة الرائد” لليازجي، و”كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ “لابن الأجدابي و…. و…..
النصيحة السادسة :
على كل محتفل بالأدب كتب الأخطاء الشائعة ومعاجمها، فمن أبرزها “معجم الأخطاءالشائعة ” لمحمد العدناني، و”الأخطاء الشائعة في الكتابة والتعبير” لحسين حسن طلافحة، وموسوعة الأخطاء اللغوية الشائعة ” للدكتور علي جاسم سليمان.
النصيحة السابعة :
تمييز الأمثال السائرة من غيرها حفظا وكتابة، ويستعين الطالب بها في الترجمة والتعريب، وفي فهم الكلام العربي، فالكتب في هذا الباب أيضاً بكثرة كاثرة فمن أشهرها وأبرزها : “الأمثال” للميداني و…. و…. و….
النصيحة الثامنة :
الاشتغال بالدواوين العربية من “سقط الزند” لأبي العلاء المعري، و”شوقيات” لأحمد شوقي، و”المعلقات السبع” للشعراء الجاهلين و…. و…. و….
النصيحة التاسعة :
الأمر الأساسي المهم للتمكن من الإنشاء العربي، هي كتابة المذكرات والذكريات مدوامة ومواظبة، احتذاء بالندوي “في مسيرة الحياة “، وبالقرضاوي في “ابن القرية والكتاب”، وبالطنطاوي في “ذكريات”، وبأحمد أمين في “حياتي”، وغيرهم من عباقرة الأدب العربي.
النصيحة العاشرة :
ومن المعلوم أن الكلمات بنات السماع، فليستمع كل محتفل بالأدب إلى العرب الأقحاح، وإلى من له إلمامة وباع ويد طولى في الخطابة العربية من الأستاذ الراتب النابلسي، ويوسف القرضاوي، وعبد الرحمن العريفي وعلي بن الخالق القرني، وفارس المنابر عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
لو واظب أحد على هذه النصائح العشرة، لكان ممن يشار إليه بالبنان في مجال الأدب العربي إن شاء ربي.