بَعضٌ مِنا، ثَوْرَةٌ وَبُرْكان..
وَبَعْضٌ مِنا، عِشْقٌ حتى الهَذَيان..
دُنْيا نَرْسُمُ مَلامِحَها،
بِشَتَّى الألْوان..
يَتَوافَقُ النَّقِيضَان فيها،
لا يَأسٌ، ولا اسْتِسْلام..
نَعْزِفُ سَنْفُونِيَةَ الأَحْلام،
نُغَنٍّي بِصَوْت، لاَ يُسْمَعُ لَهُ كَلاَم..
طُوبَى لِقَلْب،
أَتْعَبَتْهُ المَحَطَّات..
تَاهَ في مَعَابِرِ المَطارات..
بَيْنَ عَذابِ الذَّهاب،
وَشَوْقِ الإياب..
طوبى لِعُيون عَطْشى، لكُل شَيء ضَيَّعَهُ الغِياب..
يَتَوَقفُ الزمَان، نَلْتَقِي،
نُعانِقُ الحَاضر،
نَحِنُّ لِذِّكْرى، لَحَظاتِ الوَداع..
تَحْمِلُنِي وَأحْمِلُك،
عَلى خَيْلِ الهَوى،
نَطْوي مَسافاتِ الحَياة..
حتى تُشْرقَ شَمْسُ الأَمَل لَيْلا تُزاحِم القَمر في السَّماء..
لا خَوْف، لا خَجَل من الضِّياء..
لا عِتاب لِروح،
أَصْبحَ العِشْقُ في عُرْفِها مُباح،
قَانُوناً مَكْتوباً على الأَلْواح..
لا لَوْم لا سُؤال،
متى وَدَّعْت،
مَتى دُفِن الحِلْم،
وَمَتى تَأْتي البُشْرى؟
لَمْ يعُدْ للسُؤالِ مَعْنى..
أَطْرُدُه مِنْ حَيْثُ أتَى
أطْرُدُه مِنْ داخلي،
لِتَحْيا رُوحي بَعْدَ مَماتِي..
أُخْرِجُ مِنْ جَسَدي مَدْفَني
سُنْبُلة العَهْدِ الجَديد،
في السِّنين العِجَاف،
لِيَنْبُتَ زَرْعي بِكُلِّ الأَصْناف..